إشادة واسعة في موريتانيا بعد قرار الجزائر إطلاق محطات بنزين في الأراضي الموريتانية

أشاد كثير من مرتادي منصات التواصل الاجتماعي في موريتانيا بقرار الجزائر القاضي ببدء محادثات مع نواكشوط لإطلاق محطات خدمات البنزين التابعة لشركة نفطال الجزائرية داخل الأراضي الموريتانية، وذلك بعد تكليف الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون لوزيره الأول بالشروع في التفاوض مع الجانب الموريتاني.

وجاء القرار ضمن إعلان رسمي نشرته الرئاسة الجزائرية، أوضحت فيه أن الجزائر تبدأ لأول مرة منذ الاستقلال في تصدير البنزين المكرر محليًا بعد عقود من الاستيراد، مؤكدة أن تبون أمر بتحديث المعطيات وتحديد أولويات الإنتاج والتصدير خلال المرحلة المقبلة.

وعلى شبكات التواصل، تفاعل المدونون الموريتانيون بقوة مع الخطوة الجديدة، وذهب معظمهم إلى اعتبارها فرصة لخفض أسعار الوقود وتخفيف أعباء المعيشة. المدون إمامنا الشيخ سيداتي كتب: “الله يحفظ الجزائر… إذا تم تنفيذ هذا القرار فسيكون خطوة إيجابية للشعب الموريتاني. انخفاض أسعار الوقود سيوفر لكل أسرة مبالغ مالية مهمة، كما سيؤدي إلى تراجع تكاليف النقل الحضري، وانخفاض أسعار بعض المواد الغذائية خصوصًا في الداخل”. لكنه حذّر في الوقت نفسه من احتمال “جشع بعض رجال الأعمال” كما حدث في تجربة الإسمنت بنواذيبو.

مدونون آخرون عبّروا عن مخاوف مشابهة؛ محمد يسلم ولد بنجاره اعتبر أن الخطوة “مهمة في الاتجاه الصحيح لكنها ستصطدم بنفوذ التجار الاحتكاريين”، فيما رأى الحضرامي الازغم أن “الخوف من المنافسة الحقيقية” قد يفتح الباب أمام مقاومة من اعتادوا الربح السهل. وعلّق الشيخ ابن عمر: “نتمنى أن لا يعيق التجار وجشعهم هذا القرار”.

جانب واسع من التدوينات ركز على البعد الأخوي بين البلدين. محمد الامين أحمد أشريف وصف الجزائر بأنها “دولة شقيقة بكل ما تحمل الكلمة من معنى”، وكتب محمد عابدين أن الجزائر “الأخ الكبير الجاهز للمساعدة في أي وقت”، بينما قال السعد ولد محمد عالي: “الحمد لله الذي جعل الجزائر العظيمة جارًا لنا، فهي نعم الجار”. وأضاف بمب عبد الله: “أكثر بلد نكن له المحبة والاحترام”.

آخرون ذهبوا إلى أبعد من ذلك في توقعاتهم، حيث دعا الشيخ مصطفى موريتانيا لطلب إنشاء محطات تكرير وخزانات للغاز من الجزائر، معتبرًا أنها “لن تتردد”. بينما رأى أحمد حامد أن دخول المحروقات والمواد الإنشائية الجزائرية إلى شمال موريتانيا سيكون “حدثًا خطيرًا” يفرض على الدولة إما كسر الاحتكارات أو مواجهة “حركة ديموغرافية هائلة” نحو الشمال.

وفي سياق مماثل كتب مادي صيكه متمنيًا “فتح المزيد من الاستثمار الجزائري في موريتانيا خصوصًا في مجال المحروقات”، بينما شدد محمد السيد على ضرورة أن “تتبنى الحكومة شراكة وتعاونًا” يخدم مصلحة المواطن. واعتبر أحمد أحمد أن “التحام الشعبين الموريتاني والجزائري” رصيد يجب البناء عليه، مؤكدًا أن الموريتانيين “يقدرون مواقف الجزائر الصادقة”.

ولم يخلُ النقاش من معالجة تأثيرات الأسعار؛ فقد أشار حيمد بوعبدي إلى أن سعر لتر البنزين في الجزائر يبلغ “10 أوقية جديدة”، بينما يصل سعر الديزل إلى “6 أوقية جديدة”، معتبرًا أن الفارق قد يكون عاملًا مهمًا في تخفيف تكاليف النقل والمعيشة. أما سيداتي خطري السالك فكتب: “قد يساهم في خفض أسعار البنزين وتخفيف الأسعار… إذا سلمنا من نفوذ رجال الاحتكار. أبارك شراكة البلدين… بلد المليون شهيد وبلد المليون شاعر”.

ولخص داداه ولد شامخ موقف شريحة واسعة بالقول: “جزاهم الله خيرًا… التكامل الاقتصادي مطلب شعبي”. فيما ختم الشيخ محمد الراظي بدعاء بأن “تتكلل الخطوة بالنجاح” وأن تكون “فاتحة خير” للبلدين.

وتعكس مجمل التفاعلات حالة ترحيب واسعة ممزوجة بحذر واضح من تأثير بعض شبكات الاحتكار المحلي، في انتظار ما ستسفر عنه المحادثات الرسمية بين البلدين خلال الفترة المقبلة.

زر الذهاب إلى الأعلى