غضب واسع بعد انتشار فيديو يمزق فيه شابٌ العلمَ الوطني

أثار مقطع فيديو متداول على منصات التواصل الاجتماعي موجة غضب عارمة، بعد ظهوره لشاب يمزق العلم الوطني ويرميه في القمامة وهو يوجه إساءات لموريتانيا والموريتانيين. الحادثة، التي تزامنت مع احتفالات عيد الاستقلال، فجّرت نقاشاً واسعاً حول الوطنية، وسلوكيات بعض شباب “تيك توك”، وحدود حرية التعبير.
اشتعلت المنصات سريعاً بالتعليقات الغاضبة، حيث اعتبر كثيرون أن التصرف “إهانة للرموز الوطنية” و“استفزاز غير مقبول”. كتب المدون إمامنا الشيخ سيداتي متسائلاً: “ما الذي فعله العلم حتى يُمزق؟ غياب روح الانتماء بلغ مداه.” وطالب السلطات بالقبض على الشاب. وفي السياق نفسه، قال الحسن فرحان إن الشاب “يبحث عن التريند ويجب حبسه”، بينما اعتبر حرمه ولد عبداوه أن الجهل هو الدافع الأكبر خلف مثل هذه السلوكيات، متسائلاً: “ألا يعلم أن حب الوطن من الإيمان؟”.
ووجّه مودي انجاي انتقاداً حاداً للنظام التربوي، معتبراً أن إهمال التربية الوطنية ساهم في بروز سلوكيات مماثلة، في حين رأت زينب محمد غيلانيه أن الشاب “قد يكون مختلاً عقلياً”. وبرزت كذلك ردود تطالب بإجراءات فورية، إذ كتب أحمد فراح يسأل: “هل تم اعتقاله؟”. أما عبدو ولد خيري فشدد على ضرورة حبسه “مهما كان قاصراً أو مختلاً”.
وانضم المدون محمد خالد ولد اتويف إلى موجة الغضب بتدوينة أثارت تفاعلاً واسعاً، قال فيها: “هذا المخزي قبحه الله، من يعرف عنه أي معلومات فليبلغ الأمن والجريمة السبرانية فوراً. إذا كان مجنوناً فلتعرف الناس كيف سُمح له بإهانة رموزنا الوطنية! وإذا لم يكن كذلك فمكانه السجن. علم موريتانيا مقدس… تحت ظلاله مات خيرة أبناء الوطن. احترامه واجب لا يُتنازل عنه. يجب استدعاء هذا المعتوه وإيقافه حتى الوقوف على خبره.”
وتعددت الأصوات التي تطالب بالصرامة، حيث دعا اعبيد ولد محمد سالم إلى تدريس القوانين المتعلقة بهيبة الدولة في المدارس، مؤكداً أن “الوطن ومقدساته خط أحمر”. كما عبّر أحمد ولد عبد القادر عن أسفه لانعدام النضج الفكري لدى بعض الشباب، مؤكداً أن العلم “هو الوطن، والدفاع عنه واجب ديني”.
ومع تزايد هذه الحادثة وتكرار حوادث مشابهة في الفضاء الإلكتروني، يتجدد النقاش حول الأسباب العميقة التي تقف وراءها، بين من يحمّل المنصات مسؤولية “شهرة اللحظة”، ومن يطالب بإصلاح تربوي شامل، ومن يدعو إلى العقاب الرادع. وفي الوقت الذي تتصاعد فيه المطالب بالتحرك الرسمي، يبقى السؤال الأكبر مطروحاً: كيف يمكن كبح موجة السلوكيات المستفزة التي تستهدف الرموز الوطنية وتعيد كل مرة فتح ملف علاقتنا بجيل المنصات””.