بين الإشادة والخذلان والاندهاش.. جدل واسع على وسائل التواصل بعد إطلاق سراح المنتج ولد الصفره واعتذاره العلني

احتدمت النقاشات خلال اليومين الماضيين على منصات التواصل الاجتماعي في موريتانيا، إثر توقيف المنتج فؤاد ولد الصفر، وما تلاه من من انتظار، انتهى بخروجه من الحجز واعتذاره العلني، في مشهد أثار زوبعة من ردود الفعل المتباينة بين مؤيد ومنتقد ومندهش.
بدأت القصة بانقطاع أخبار ولد الصفره عن ذويه بعد توقيفه، لتتوالى بعدها تدوينات تفيد بتعرضه للتضييق داخل معتقله. لكن التطور الأبرز جاء بعد إطلاق سراحه، حيث صرّح فؤاد قائلاً:
“كنت مخطئًا حين قلت ما يُفهم منه أنه إساءة، وأعتذر لمن فُهم أنه مقصود، وأؤكد احترامي للجميع، القريب والبعيد.”
إشادة بالاعتذار.. واعتباره دليل نضج
عدد من المدونين وصفوا خطوة فؤاد بـ”الشجاعة” و”المتزنة”.
المدون سيدي محمد ولد عثمان كتب: “الاعتراف بالخطأ يحسب له، وهو دليل تحضر وصدق وحس وطني.”
أما محمد عبد الرحمن ولد آب فرأى أن “خطوة فؤاد كانت ضرورية، فالوضع العام لا يحتمل التصعيد والتضحية.”
من جهته، اعتبر موسى ولد اكيه أن ما فعله فؤاد هو “عين الصواب، فالحبس إهانة، ولا أحد بحاجة إليه.”
نقد لاذع واتهامات بـ”التراجع المهين”
في المقابل، وُوجه فؤاد بانتقادات حادة من شريحة أخرى من المدونين الذين اعتبروا الاعتذار تنازلًا غير مبرر.
المدوّن سيدي اكماش خاطبه قائلاً: “حرقت نفسك، وسخرت من تاريخك النضالي بهذه المهزلة.”
وأضاف محمد الأمين: “كان عليك أن تعتذر من البداية، لا بعد كل هذه الفوضى.”
أما أحمد محمد سالم، فكتب: “اعتزل هذا العالم، فقد أثبتّ أنك لا تصلح له.”
سخرية وتحليلات بين السطور
وعلى نحو ساخر، دعا البعض فؤاد إلى “الراحة النفسية”، حيث كتبت المدونة منت امهيدي: “فؤاد اعط لراسك العافية.”
وأضاف آخرون مثل يحيى الباسيني أن فؤاد “أصبح مرشحًا للانضمام لحركة العافية أمونكه، وإنتاج أغانٍ من هذا القبيل.”
اتهامات بالضغط والإكراه
من جانب آخر، رأى بعض المعلقين أن الاعتذار لم يكن عن قناعة، بل جاء نتيجة لضغوط نفسية وجسدية تعرّض لها داخل الحجز.
كتب السالك زيد: “فؤاد ليس ممن يتنازل بسهولة، لا بد أن ضغوطًا هائلة مورست عليه.”
وأضاف الشيخ ولد محمد سالم: “تم حقنه بجرعة ضغط زائدة أجبرته على الرضوخ.”
بينما علّق العربي سيدي عبده بالدعاء قائلاً: “اللهم إني أعوذ بك من قهر الرجال… الحمد لله على سلامته.”
خلاصة
تُظهر هذه الحادثة حجم الاستقطاب في الرأي العام الرقمي الموريتاني، ومدى حساسية المواقف الفردية حين تتحول إلى رموز للصراع السياسي والاجتماعي، في بلد لا تزال حرية التعبير فيه تخضع لاختبارات متكررة.
وبين من رأى في اعتذار فؤاد خطوة حكيمة، ومن اعتبره خذلانًا مروعًا، يبقى السؤال مطروحًا: هل ما جرى هو نهاية أزمة شخصية؟ أم بداية نقاش أوسع حول هامش الحرية وحدود التعبير في موريتانيا؟.
زر الذهاب إلى الأعلى