مسؤول الهجرة في إيرا يدلي بتصريحات عن مصدر دبابات موريتانيا وأحداث التسعينات والفيسبوك يثور غضبا

أشعلت تصريحات أدلى بها مسؤول الهجرة في حركة “إيرا”، عبدالله با، موجة واسعة من الجدل على منصات التواصل الاجتماعي، بعد حديثه عن “27 مليار”، و“دبابات جلبها الرمز من العراق”، وربطِه نظامَ الرئيس الغزواني الحالي بأحداث التسعينات، إضافة إلى توجيهه اتهامات اعتبرها كثيرون “خطيرة وغير مسؤولة” تجاه بعض العسكريين. هذه التصريحات أثارت موجة استنكار حادة، وسط اتهامات لعبدالله با بمحاولة “تحريف التاريخ” و”إحياء حساسيات عرقية وسياسية”.

التفاعل كان قوياً، إذ كتب حميد ولد محمد: “هو ذ غبي… موريتانيا جلبت دبابات بسبب التوترات مع السنغال، ما علاقته بالموضوع؟ أم هو مع السنغال؟”، في إشارة إلى ما اعتبره محاولة لتشويه وقائع يعرفها الجميع.

وعلق محمد محمود ولد محمد سالم قائلاً: “لا تدخل هذه الحركة وفلولها بلداً إلا وأوقدت فيه النزاعات… ولا حل سوى وضعهم في زنزانة.” بينما رأى القاسم زين أن خطاب البعض داخل الحركة “انتقامي” و“يثير الفتن أينما وجد”.

أما سيد أحمد ولد حمنه ففند أقوال عبدالله با، قائلاً: “ما قاله هذا الكائن عن الدبابات فيه مغالطات كثيرة… الدبابات كانت مساعدة من صدام حسين أيام النزاع مع السنغال.” وأضاف: “عليه أن يعرف هل يتحدث عن محاولة انقلاب أم عن أحداث السنغال؟”، قبل أن يختم بمقولة ولد أحمد عيشة: “وطن لا نستطيع حمايته لا نستحق العيش فيه.”

تصاعد لهجة الانتقاد بدا واضحاً، إذ قال أبوبكر محمد محمود: “يجب أن تُحاكم هذه الحركة بتهمة الخيانة العظمى… هم السبب في نشر العداوة بين مكونات المجتمع.”، بينما اعتبر الخديم جمال أن ما تقوم به الحركة “تقسيم للبلد وتعزيز للعنصرية”. وكتب الشيخ إبراهيم الشريف: “هذه اتهامات خطيرة وصاحبها تجب مساءلته.”

ووصلت بعض الردود إلى التشكيك في نوايا الحركة، حيث وصفت ميمونه بنعيش عبدالله با بأنه “جاهل وعنصري”، فيما اعتبر محمد المساعد أن حركة إيرا “صُنعت لتخريب المشهد السياسي”، مضيفاً: “هؤلاء صنعهم عزيز ورفاقه.” وأكد محمد محمد النعمان أن الحركة “لا ينفع معها لا حوار ولا سياسة”.

من جهته، تدخل سيدي عبد الجليل المقري قائلاً: “ولد الغزواني هو الضابط الوحيد الذي لا علاقة له بتلك الأحداث لا مسؤولية ولا حضور.” بينما ذهب إبراهيم إبراهيم إلى ربط الحركة “بدعم خارجي”، معتبراً أن هدفها “زرع الفوضى والتفرقة”.

وسخر يوسف محم صالح قائلاً: “يبدو أن مسؤول الهجرة يشكو الفراغ… والمهاجرون مُنعوا من المجيء.” فيما ركز عالي حبيب على حق الأهالي قائلاً: “أولياء الدم وحدهم أصحاب الكلمة… ماذا يريد هؤلاء؟”

وتواصلت الانتقادات، حيث كتب أحمد باريك: “حب التجنيس في الخارج هو الغاية.” بينما دعا حاميدو سي الدولة إلى “حل القضية سريعاً مع المعنيين مباشرة لقطع الطريق أمام المحرضين”.

وفي تعليق مطول، اعتبر الشيخ أحمد الحسن أن تصريحات عبدالله با تكشف “البغضاء”، مضيفاً أن الدولة مطالبة بوضع حد للفوضى وعدم تبديد الأموال في “صفقات إسكات”، قبل أن يربط بين ما يجري اليوم وسلسلة الانقلابات القديمة، مشدداً على أن “دماء بعض العقداء ليست أقل قيمة من غيرها”.

في المحصلة، تكشف هذه الموجة من التفاعل أن تصريحات عبدالله با لم تمر مرور الكرام، إذ أعادت فتح ملفات حساسة، وأشعلت نقاشاً واسعاً حول الماضي العسكري، ومسؤولية الأنظمة، ودور حركة إيرا في الخطاب العام. وبين الغضب، والاتهامات، والدعوات للمحاسبة… يبدو أن الجدل سيتواصل، وربما يتصاعد في الأيام المقبلة.

زر الذهاب إلى الأعلى