مع فخامة الرئيس… الاستقلال يتحول إلى إنجازات/ الدكتـور ابـــاب بنيــوك

يأتي عيد الاستقلال كل عام محملا بمعاني السيادة والكرامة التي انتزعها الموريتانيون بكفاح طويل، غير أن التحدي الحقيقي لا يكمن في الاحتفاء بالماضي فقط، بل في تحويل الاستقلال من ذكرى احتفالية إلى واقع يلمسه المواطن في غذائه وصحته وتعليمه وأمنه.
وفي هذا السياق، جاءت الرؤية الحكيمة لفخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني لتجسد استقلالا فعليا يقوم على الإنجاز لا الخطاب، وعلى بناء مقدرات وطنية تمتد إلى الغذاء والصحة والتعليم والبنية التحتية والأمن والدفاع.
فقد خطت موريتانيا خطوات واسعة نحو تعزيز سيادتها الغذائية، من خلال توسيع المساحات الزراعية المستصلحة ورفع مستويات الإنتاج الوطني. ويكفي أن نشير إلى أن البلاد باتت تحقق 97% من الاكتفاء الذاتي من الأرز، و 44% من الخضروات، وهي نسب تعكس إرادة وطنية واضحة للحد من الارتباط بالأسواق الخارجية، وتمثل جوهر الاستقلال الغذائي الحقيقي.
وفي المجال الصحي، شهدت البلاد نقلة نوعية تمثلت في بناء وتوسيع وتجهيز أكثر من 1000 منشأة صحية، وإنشاء واحد من أهم المختبرات في شبه المنطقة، مما سيجعل موريتانيا أقل حاجة لإرسال المرضى إلى الخارج.
فعندما يجد المواطن علاجه داخل وطنه، فإنه يشعر بأن استقلال بلاده يتحول من ذكرى إلى واقع ملموس.
وهو ما يسهم في توفير العلاج داخل الوطن والحد من تحويل المرضى إلى الخارج.
أما التعليم، فشهد توسعا نوعيا تمثل في بناء أكثر من 3000 فصل دراسي واكتتاب اكثر من 13000ما بين معلم واستاذ، وتطوير التكوين المهني، ورفع مؤسسات التعليم العالي إلى 16 مؤسسة، مع اكتتاب قرابة 300 أستاذ تعليم عالٍ، مما أسهم في تقليل الابتعاث والاعتماد على الكفاءات الوطنية.
وهي خطوات تعزز الاستقلال المعرفي وتدعم مسار بناء الإنسان.
ويتعزز الاستقلال حقا من خلال الدور المحوري لجيشنا الوطني وأجهزتنا الأمنية التي جعلت بلادنا أكثر قدرة من غيرها في محيطها على ضبط حدودها وتحييدها عن مخاطر الإرهاب المنظم والعابر للحدود. فقد نجحت قواتنا في حماية البلاد من التهديدات الإقليمية، ومحاربة الهجرة غير الشرعية وملاحقة الخارجين على القانون، مما رسخ الأمن وعزز سيادة الدولة على كامل ترابها.
وفي وقت يحتفي فيه الشعب بهذه المكاسب، اختار البعض الغياب عن مناسبة وطنية جامعة، واستبدال الفرح والعزة بخطابات التفرقة وإحياء قصص التشظي. غير أن هذا الوطن أقوى من محاولاتهم، وشعبه أرسخ إيمانا بوحدته وتماسكه، ولن يجد هؤلاء مكانا بين شعب اختار طريق البناء بدل الهدم، والعزة بدل الإحباط.
فالاستقلال الحقيقي يعاش في الحياة اليومية… في الأسواق والمدارس والمستشفيات والطرقات، وفي نعمة الأمن والاستقرار في تكريس الوحدة الوطنية لا في سجالات تعاد كلما ضاق أفق أصحابها.