تامورت النعاج و المفارقات الصادمة!!/ محمد يحيى سيد أحمد البكاي القصري

قرابة ثلث سكان تكانت تقيم في بلدية تامورت النعاج أكبر بلدية ريفية في موريتانيا بزهاء 31 ألف نسمة (أي نسبة 27% من سكان تكانت)
توجد في ولاية تكانت العديد من الإدارات الجهوية والمشاريع التنموية والبرامج الحكومية والأجنبية المهتمة بالتنمية ومتعلقاتها…
ـ نسبة حضور أبناء تامورت النعاج في الوظائف الإدارية بالولاية أقل من 0,5%
– لمجتمع تامورت النعاج امتدادات اجتماعية عائلية تجمعهم مع أكثر من 60% من سكان الولاية كلهم مهمشون، لا حضور لهم في المراكز القيادية في الولاية، وحظوظهم من الخدمات العامة حظوظ ضئيلة تتراوح بين الحرمان المكثف والتهميش البين وفي حالات استثنائية يتم إنجاز بعض المشاريع لأغراض سياسية أو بضغط من نافذين سياسيين،
ـ تامورت النعاج يمكن أن تصبح سلة غذاء الوطن، وهي التي تغذي أسواق الولاية بالعديد من المواد الأساسية،
– تامورت النعاج هي أكبر بلدية ريفية في الوطن، وتقع في موقع استراتيجي يربط بين عدة ولايات ومن السهل اعتمادها قطبا تنمويا محوريا ينعش التجارة والسياحة والزراعة والتنمية الحيوانية والصناعات المتعلقة بالمشتقات الزراعية والحيوانية
– إهمال تامورت النعاج وتجاهلها منذ الاحتلال الفرنسي مظهر من مظاهر التبعية للتعليمات الاحتلالية التي قامت على تهميش الأكابر والأفاضل واقصاء مناطقهم من الحياة النشطة..
– أثناء العطلة الحكومية و”الخريف الوطني” بتوجيهات من صاحب الفخامة بقضاء الإجازات في الوطن سيكون حظ تامورت النعاج من المسؤولين الحكوميين الكبار الذين يتوقع أن يقضوا عطلهم هناك حظ نادر وقليل باستثناء {معالي وزيرة التربية وإصلاح النظام التعليم وسعادة عميد كلية الطب} ونعم الشخصيتين من خيرة أبناء الوطن وهما على قدر المسؤولية كفاءة مهنية ومرتبة أكاديمية ومكانة اجتماعية … لكن إذا نظرنا حال التامورت مقارنة بقرية اخرى يقيم بها اقل من 5 آلاف نسمة وينتمي لها عدد من الوزراء وكوكبة من مدراء كبريات المؤسسات ورؤساء مجالس إدارية عدة وثلة من رجال الأعمال المدعومين الحاصلين على صفقات مع السلطات .. هل هذا من الإنصاف؟
– تامورت النعاج تضم عدة مجموعات سياسية تبدو مستقلة عن بعضها واحيانا بين بعضها تباين او اختلاف وجهات نظر سياسية محلية لكن جميع تلك المجموعات تعمل تحت يافطة حزب الإنصاف ومن ند عنهم فإلى أحزاب الأغلبية أي ان جميع فاعلي المشهد السياسي في بلدية تامورت النعاج داعمون 500% لبرنامج فخامة رئيس الجمهورية ويتبنون طموحي للوطن…
– وجرت العادة في المعالجات السياسية ان كل طائفة سياسية محلية في مكان ما تجد وزيرا او أمينا عاما او مديرا لمؤسسة مستقلة كالموانئ والشركات الكبرى ولكن على العكس جميع اقطاب الطيف السياسي في تامورت النعاج ليس لأي منهم وزير ولا مدير ولا موظف في مكان خدمي هام…
-ولعله من التوفيق تعيين وزيرة تنأى بنفسها عن الصراعات المحلية كي تتمكن من أداء عملها خارج دوائر الضغط السياسي الضيق، وهي فرصة للسلطات العليا أن تستثمر استقلالية الوزيرة وتستفيد منها لإرضاء جميع الأطراف، ولكن ذلك ينبغي أن يعزز بتمكينها ومنحها أكبر صلاحيات ممكنة ودعمها بما يلزم من التسهيلات والتوصيات في القطاعات الحكومية وعندئذ فإن معالي الوزيرة وسعادة العميد يمكنهما تشكيل فريق وطني ومحلي يساهم في تحسين أداء الطبقة السياسية وتهذيب الخطاب السياسي وعقلنته بما يناسب منهج رئيس الجمهورية المتصف بالرزانة والعمق…
وأخيرا فإن تهميش ثلثي سكان تكانت حان الوقت لمراجعته ولكن على المجتمع المحلي رفع صوته بالحق في أدب وانضباط وفق ما تعطيه شريعة الرحمن ثم ما لا يصطدم بالإجراءات والنظم ولا يخل بأمن ولا يهدد السلم …
وأمام السلطات فرصة كبيرة في الاستثمار في الشباب والكفاءات اصحاب المواقف والرؤى المستقلين والذين لا يخضعون ولا يتبعون لأطراف ضد أخرى وهدفهم فقط تنمية بلادهم
والله الموفق.